Wednesday 11, Dec 2024

العناية بالطفل - خضار ممتعة...

 

تُعتبر الخضار من العناصر الغذائية المهمّة في حياة الطفل وينصح الأطباء بأن تشكّل هي والفاكهة على حدّ سواء، حيّزاً كبيراً من أنماطه الغذائية، وذلك لِما تحتويه من الفيتامينات والمعادن والسوائل الضروريّة لنموّه. إلاّ أنَّ معظم الأطفال لا يستسيغونها لا بل يرفضون تناولها قطعاً. فهل من طرق أو سبل ذكيّة تساعد الأمّهات لجهة تشجيع أطفالهنّ على تناول اصناف الخضار؟

 

لا شكّ في أنّ احتياج الأطفال للطاقة يزداد بشكل ملحوظ أثناء فترة نموّهم. وكي يتجنّب الأهل إصابة أطفالهم بالإعياء أو نقص التركيز خلال هذه المرحلة الحسّاسة، تشدّد عدّة دراسات على ما يلي: تناول الخضار يقي الأطفال من الكثير من الأمراض على المدى الطويل، ويعزّز جهاز مناعتهم كما يحدّ من مشكلة اكتساب الوزن الزائد. ذلك ولا ننسينّ بالطبع أنّ تناول الخضار والفواكه سيبعد الولد لاحقاً عن الأطعمة السريعة والجاهزة المضرّة بصحّته. لذا، يتعيّن على كلّ أم تشجيع أطفالها على تناول الخضار المتنوّعة. لكن، كيف؟...

 

  • إجعلي عمليّة التسوّق لشراء الخضار والفواكه ممتعة وتعليميّة

 

إقصدي متجرك المفضّل برفقة أطفالك وأرهم كيفية انتقاء الفواكه والخضار الطازجة. ستكون تلك فرصة مناسبة لتشرحي لهم توفّر بعض المنتجات الزراعية في مواسم معيّنة، وتوفّر بعضها في أماكن محدّدة من العالم دون الأخرى. إجعلي من الخضار والفواكه وطريقة تنميتها او زراعتها، كما وأماكن تواجدها،.. مادّة ممتعة لإجراء حديث شيّق مع أطفالك...

 

  • شاركيهم في إعداد الطعام

إختاري طبقاً شهياً وصحياً يحبّه أطفالك ودعيهم يشاركونك في إعداده. يمكنهم مساعدتك في إنجاز العديد من الأمور، حسب أعمارهم بالطبع، فبإمكان الصغار أن يساهموا في عملية نقل وتهيئة المقادير، وخلط المكوّنات. بينما يستطيع الأطفال الأكبر سناً، تحضير طاولة الطعام، تقطيع الخضار والفواكه، إنّما بالطبع تحت إشراف البالغين. واحرصي على تعليمهم أهمّية التعاون، ومكافأتهم على حسن عملهم. فمن شأن ذلك أن يعزّز اعتدادهم بأنفسهم، كونهم شاركوا في تحضير الوجبة، ما سيدفعهم إلى تناول ما ساهموا في صنعه.

 

  • كوني خير قدوة لهم

تفيد الدراسات كلّها أنَّ الأهل يخلّفون تأثيراً مهمّاً لدى أبنائهم. لذا، حاولي تناول كمّيات كافية من الفواكه والخضار بكلّ تلذّذ واستمتاع أمامهم، الأمر الذي سيساهم في جذب الأطفال لتذوّق الطعام الذي يستمتع به أهلهم! بينما لا يمكنك إقناعهم بأهمّية تناول الخضار والفواكه إذا كانوا ليروك او يروا ذويهم، يتناولونها عن مضض او لا يدرجونها حتّى ضمن لائحة الطعام! تذكّري، أنت قدوة لأبنائك، استثمري هذا في صالحهم...

 

  • إبتكري وجبات خفيفة ومسلّية

يميل الأطفال بطبيعتهم إلى حبّ التجديد والتلوين. بإمكان الوجبات الخفيفة أن تكون خياراً ممتازاً شرط ان تُعَدّ بحكمة. الوجبات الخفيفة الصغيرة التي تدرج ما بين الوجبات الرئيسية، تمثّل فرصة لتقديم الفواكه والخضار للأطفال خلال وقت لعبهم واستمتاعهم. كبداية، من المفيد أن تضعي الفواكه والخضار في مكان مميّز بارز، يستطيع الأطفال رؤيته في جميع الأوقات. أضيفي إلى ذلك، أنَّ الأطفال يستمتعون بتناول الطعام بمفردهم وبواسطة اصابعهم، لذا، إمنحيهم تلك المتعة بتقديم الثمار سواء من الفواكه او الخضار، مقطّعةً ومعدّةً حسب أعمارهم. كما يمكنك تقطيع الخضار و/او الفواكه بحسّ إبداعيّ على أشكال وجوه ضاحكة أو أشكال حيوانات وتزيين طبق السلطة أو الحمّص أو اللبن بها.

 

  • إجعلي من وجبة الطعام فرصة لاجتماع العائلة

إذا كان جدول اعمالك ليسمح لك، فسيكون الاجتماع مع عائلتك لتناول الطعام، فرصة ثمينة لتطوير عادات غذائية صحية لدى أطفالك، ولتنمية السلوكيات السليمة خلال تناول الطعام مع الآخرين. لذا، فلتحرصي دائماً على تناول الخضار والفواكه أمام أطفالك، حتى في حالة رفضهم لها، فمع الوقت، سيتشبّهون بذويهم ويعتادون تناولها.

 

  • "إزرعوها" معاً

إستهلّي سيّدتي رحلة الطعام الصحي مع عائلتك منذ البداية. إذا توفّرت في منزلك حديقة أو فناء فسارعي إلى زراعة بعض الخضار والفواكه برفقة أولادك، ودعيهم يستمتعون باللعب أثناء زراعتهم للبذور. إختاري خضاراً وفاكهةً تنمو بسرعة ولا تستدعي عناية فائقة كالفول والفراولة والبطاطس والنعناع، لكي تكون العملية ممتعة ومردودها المعنوي سريعاً، فيتحمّس الأطفال لجهة تناول ما زرعته أيديهم. وتذكّري دوماً أن تمنحي أطفالك أدوات الزراعة المناسبة لأعمارهم.

 

  • تحلّي بالصبر

قد يتّسم تغيّر العادات الغذائية لدى أبنائك بالبطء. فقد يفضّلون الفواكه ذات المذاق الحلو كالموز والفراولة والتفاح، قبل أن يبدأوا بتقبّل مذاق الخضار. ولكن، في نهاية المطاف، قد يستهلّون الاستمتاع بمذاق بعض الخضار، خصوصاً أنَّ الأطفال بحاجة إلى تكرار تذوّق الطعام الجديد مرّات عديدة قبل أن يتمكنوا من تحديد مدى استمتاعهم الحقيقيّ بهذا المذاق الجديد. لذا، حاولي وضع قطعتين من البروكولي إلى جانب طبقهم لأسبوعين متتاليين، بدون لفت نظرهم، ودعي الفضول يغريهم لتذوّقه.

 

  • التحايل كحلّ أخير

إن استنفذت سيّدتي جميع محاولاتك بما فيها النصائح السابقة الذكر كلّها، بينما لا يزال أبناؤك يمتنعون عن تناول الفواكه والخضار، فقد يتمثّل الحلّ الأخير في هرس الكوسى أو الجزر مع صلصة البيتزا أو المعكرونة. كما بإمكانك إخفاء تلك المكوّنات داخل طبقات او مكوّنات الطعام المقدّم لهم. بإمكانك إضافة الخضار والفواكه إلى أطباق هم بالفعل يحبّونها، كإضافة السبانخ، الكوسى، إلخ الى الفطائر او البيتزا، أو الفرنيّة،.. أو إضافة بعض الثمار إلى فطورهم الصباحي من رقائق القمح والحليب... وفي المناسبات الخاصة، إجعلي الخضار إحدى الخيارات المتاحة لهم كطبق مقبّلات مقرمشة جميلة وملوّنة والفواكه كطبق تحلية.. 

Top