Wednesday 08, May 2024

السرو ضدّ التهابات الأنف والأذن والحنجرة

 

السرو من الأشجار الخشبية المستديمة الخضرة ويتراوح طولها بين ٢٠ و٣٠ متراً. ينتمي شجر السرو إلى عائلة الأشجار السروية Cupressaceae ويُعرف علمياً باسم Cupressus sempervirens. يعود موطنه الأصلي إلى شرق حوض البحر الأبيض المتوسط وتكثر زراعته في المناطق المعتدلة المناخ وخصوصاً في الشرق الأوسط.

تتميّز أشجار السرو بكونها أشجاراً تزيينيّة بطيئة النمو، وتعدّ زهاء 15 نوعاً تتصف جميعاً بأغصان عموديّة أو أفقيّة التفرّع وبأوراق خضراء داكنة اللون إبرية الشكل مرصوفة على أربعة صفوف تنبعث منها رائحة ذكيّة. تزهر شجرة السرو في فصل الربيع وتثمر أكوازاً كرويّة الشكل لا يتعدّى قطرها الخمسة سنتيمترات.

لعلّ من أشهر أنواع أشجار السرو، ال Lone Cypress المعروفة بشجرة السرو الليموني، تنمو على الأراضي الصخرية وتكثر في سواحل كاليفورنيا في الولايات المتحدة وكذلك cypress of Abar-Kuh التي سُمّيت تيمناً بشجرة السرو الضخمة المعمّرة التي ناهز عمرها حوالى ٤٠٠٠ سنة والموجودة في ابركوه في اقليم يازد في ايران.

للسرو فوائد واستخدامات طبية متعددة في الطب الحديث الذي يعتمد بالدرجة الأولى على الزيت العطري الطيّار المستخرج من أغصانه.

الفوائد والاستخدامات الطبيّة

غالباً ما تكون الفيروسات المُعدية أو الجراثيم أحياناً مسؤولة عن إصابتنا بأمراض الزكام والتهاب الأنف والحنجرة والتهاب القصبات الهوائيّة وغيرها من الالتهابات الأخرى التي تطال الأنف والأذن والحنجرة. وبما أنّ المضادات الحيويّة لا تأتي بمفعول في مداواة هذه الأمراض فيتمثّل الحلّ الأنسب إذاً بتأمين الراحة التامة للمريض حتّى تمرّ هذه المرحلة عليه بسلاسة. وهنا يأتي دور شجرة السرو المقاومة لشتى أنواع الالتهابات التنفسيّة. إذ تحتوي أكواز السرو الأنثى على بذار حرشفيّة حمضيّة تكون خضراء اللون في البدء ثمّ تتحوّل بنيّة حين تنضج، كونها تحتوي على مركّبات بوليفينوليّة مضادة للفيروسات فضلاً عن الفلافونويد وحمض الفينوليك ومادة العفصين على وجه التحديد.

١ – مقاومة الفيروسات

تمنع بعض أنواع العفصين المركّز والمعروفة باسم Proanthocyanidols تشبّث الفيروسات بخلايانا واختراقها وبالتالي تكاثرها. كما يساهم زيت السرو العطريّ في تعطيل مفعول الأغشية التي تحمي الجراثيم، فتضعف أمام دفاعات الجهاز المناعي. أمّا طريقة الاستخدام الفضلى فتكمن في اللجوء إلى العقاقير الجاهزة والمصادق عليها في الصيدليات (علماً بأنّ الجرعات تختلف بين الراشدين والأطفال مما يحتّم استشارة الطبيب أو الصيدلي). كما يمكن استخدام زيت السرو العطري مع نبتة القنفذيّة Echinacea لتحفيز دفاعات الجهاز المناعي أكثر.

٢ – معالجة السعال

يتميّز زيت شجر السرو العطريّ بكونه مضاداً للسعال ومذيباً للبلغم وهذان مفعولان مكمّلان يساهمان في تعقيم منطقة الأنف والأذن والحنجرة. إذاً يساعد زيت السرو العطريّ على تفتيح المجاري الهوائيّة التنفسيّة بفضل احتوائه على التربين الأحادي Monoterpene والتربينات الأحادية النصفيّة Sesquiterpene وغيرها من الأحماض الثنائيّة التربين Diterpenoid. أمّا طريقة الاستخدام الفضلى فتتمثل بإذابة قطرة من زيت السرو العطريّ في ملعقة من العسل وتجرّع هذا المزيج من مرّتين إلى ثلاث مرّات في اليوم.

٣ – تسكين آلام القصبات الهوائيّة

عالج الإغريق منذ ألفيّ سنة الربو والسعال النزفي بخلاصة شجرة السرو. يحتوي زيت السرو العطريّ على تربين أحادي يساعد على تهدئة تشنّجات القصبات الهوائيّة ويهدّئ السعال المتعب. تكمّل مادة الحفصين مفعول هذا التربين الأحادي بتفادي نزف الأوعية الدموية المتضرّرة في القصبات الهوائيّة. كما تساعد على التخلص من تشنجات القصبات خصوصاً في حال الإصابة بداء الاعتلال الرئوي المزمن Broncopneumopathy. أمّا بالنسبة إلى طريقة الاستخدام الفضلى فتتمثل بفرك زيت السرو العطريّ لوحده على الصدر أو مزجه مع زيت الشجر المخروطيّ مثل الصنوبر لتعزيز مفعوله. ويمكن تطبيق هذا العلاج على الراشدين والصغار على حدّ سواء.

 

Top