Friday 17, May 2024

إعرف وجع ظهرك

بدايةً..

يجب أن نعي ما يلي: قبل سنّ ال 45 عاماً، يعتبر وجع الظهر من اوَّل اسباب الإعاقة كما وهو ثاني دافع لاستشارة المرضى أطبّاء الصحّة العامّة، ما بين اوجاع الرأس والبطن. بالفعل، حوالى 70 الى 80% من الأشخاص قد عانوا او سيعانون يوماً ما من وجع في الظهر. امّا اهمّ العناصر المسؤولة فهي 4 :

  •  التقدّم في السنّ (من عوامل الاستنفاذ)
  •  الوزن الزائد (من عوامل الاستنفاذ)
  •  قلّة او عدم الحركة (مصدر الضعف العضليّ)
  •  التوتّر الشديد او stress (مصدر التشنّجات والتقلّصات العضليّة)

وإنّما، لكي نفهمَ جيّداً، يجب أن نعي بأنَّ ملايين الحركات تمارس ضغطاً على العمود الفقريّ، هذا الداعم على شكل S مقلوب، والذي يسند ويشغّل مجموع الجسم. بالتالي، كلّ شخص منّا ينحني هكذا حوالى 2000 مرّة في اليوم. بيد أنَّ ثلث الوضعيّات التي نتبنَّاها مؤذية كونها خاطئة! في معظم الأوقات، تتحكّم بهذه الحركات، عدّة عضلات والتي تؤمّن استقرار أعلى الجسم. ولكنَّ الأربطة والإسطوانات الموجودة بين الفقرات المتحرّكة ال 24 خاصّة السيساء او العمود الفقريّ، تلعب ايضاً دوراً مهمّاً. بلا نسيان الأعصاب، المشتقّة من النخاع الشوكيّ والتي تبرز ما بين الفقرات وتمحض كلّ هذا الموقع حساسيّته وبالتالي، طبعه الموجع. كلّ هذا التعقيد البنيويّ الجسديّ يحتاج الى مهارات عديدة: أطبّاء الروماتزم او الأمراض الرثوية، اطبّاء الجهاز العصبيّ، إختصاصيّو الأشعّة، جرّاحو العظام والأعصاب، المدلّكون الاختصاصيّون في المداواة بالحركة، وغيرها من خبراء المعالجة اليدوية، تلك الأيادي التي غالباً ما يتوجّه اليها المريض ليخفّف من آلام ظهره.

في حالة اللومباغو او ما يعرف بالقُطان او في حالة التهاب العصب الوركيّ – sciatic nerve، يكفي العلاج التقليديّ بشكل عامّ لتهدئة الألم: تأمين الراحة، إتّخاذ أدوية مضادّة للتقلّصات العضليّة، ومسكّنات للألم. ذلك لأنَّ المشكلة غالباً ما تتموضع في العضلات المتقلّصة بشكل مفرط بسبب التوتّر الشديد على سبيل المثال، وإنّما بدون أن تتأذّى ايّ بنية. بالمقابل، كلّ أمر يتبدَّل إن كانت الإسطوانات ما داخل الفقرات، لتعاني. إذ تتواجد ما بين الفقرات، هي تلعب دوراً لا مفرّ منه: دور دارىء او مخفِّف الصدمات. وامّا سرّ عملها فتشرحه بنيتها الداخليّة.

 

Top