كشفت الابحاث الجديدة عن ادلة متطورة تشير الى ان التعرض المتكرر للعواطف السلبية قد يكون له تأثير مهم على عمل الجهاز المناعي.
فقد اظهرت الدراسات ان التعرض المزمن للاجهاد و القلق و المزاج السلبي و التوتر و الخوف، يمكن ان يؤثر بشكل عام على الصحة الجسدية الى حد كبير.
كما ذكرت "ميديكال نيوز توداي" العام الماضي، ان الاجهاد المزمن له تأثير سلبي على الذاكرة.
ايضاً، ان تلك المشاعر المذكورة سابقاً تزيد من خطر الاصابة بامراض القلب و الاوعية الدموية مثل السكتة الدماغية.
الآن وجدت دراسة في الولايات المتحدة ان الحالة المزاجية السلبية قد تغير الطريقة التي تعمل بها الاستجابة المناعية وترتبط بزيادة خطر الالتهاب في الجسم.
المزاج السلبي و الالتهابات
جمع العلماء البيانات للدراسة و استخدموا استبيانات حيث طلب من المشاركين في البحث تسجيل مشاعرهم في الوقت الحالي و خلال مرور الوقت. تم اجراء هذه التقييمات لمدة اسبوعين مما سمح لفريق العلماء برسم الملفات العاطفية للمشاركين.
كما قاموا بتقييم الاستجابة المناعية للمتطوعين خلال هذه الفترة عن طريق جمع عينات دم و البحث عن علامات الالتهاب. يحدث الالتهاب عادة بشكل طبيعي في الجسم كجزء من الاستجابة المناعية عندما يتعرض الشخص الى جروح او عدوى. ومع ذلك، ترتبط المستويات العالية من الالتهاب بصحة سيئة ومجموعة من الحالات المزمنة مثل التهاب المفاصل.
ولقد لاحظ فريق العلماء ان الافراد الذين عانوا من حالة مزاجية سلبية عدة مرات في اليوم لفترات طويلة يميلون الى الحصول على مستويات اعلى من المؤشرات الحيوية للالتهاب في دمهم. لاحظ العلماء ايضاً انه اذا قاموا بجمع عينات الدم من المشاركين بعد فترة وجيزة من تعرضهم لمشاعر سلبية مثل الحزن او الغضب، فان العلامات الحيوية للالتهاب كانت موجودة في الدم.
وتجربة المزاج الجيد والايجابي حتى ولو لفترة قصيرة قبل جمع عينات الدم ارتبطت بانخفاض مستوى الالتهاب.
العلماء واثقون من ان دراستهم تضيف ادلة حاسمة فيما يتعلق بتأثير المزاج السيء على الصحة. ويأملون ان تسمح هذه الدراسات وما شابهها للمتخصصين بالخروج باستراتيجيات افضل لتحسين المزاج و بالتالي حماية جوانب الصحة البدنية.
كيف القلق يضعف الجهاز المناعي؟
في حين ان القلق وحده لا يمكن ان يجعلنا نلتقط فيروس الانفلونزا او غيره من الفيروسات، فانه يضعف قدرة جهاز المناعة على الاستجابة للغزو الجرثومي او الفيروسي، مما يجعل الجسم اكثر عرضة للاصابة. وقد يكون التعافي ايضاً أبطأ حيث يتم قمع جهاز المناعة لصالح التعامل مع القلق او الاجهاد.
فنظام الاستجابة للضغط في الجسم محدد. بمجرد انتهاء التهديد، تنخفض مستويات الادرينالين و الكورتيزول و يعود معدل ضربات القلب و ضغط الدم الى مستويات خط الاساس وتستأنف الانظمة الاخرى انشطتها المنتظمة.
بينما عندما يبقى الضغط ثابتاً، يظل رد الفعل "القتال" او "الهروب" قيد التشغيل، مما يؤدي الى تعريض الجسم للكورتيزول و هرمونات اخرى. خلايا الجهاز المناعي غير قادرة على الاستجابة في تلك الحالة بشكل طبيعي مما يؤدي الى مستويات من الالتهاب ويزيد خطر حدوث مشاكل صحية.
فالاجهاد او الضغط النفسي له تأثير غير مباشر على الجهاز المناعي بحيث يميل الشخص الى اللجوء الى استراتيجيات التكيف غير الصحية مثل التدخين او شرب الكحول و الكافيين وتناول الكثير من السكر والاطعمة المصنعة وعدم النوم بشكل صحيح وغيرها...
- عنوان: العواطف السلبية تؤثر على الاستجابة المناعية
- منشور من طرف:
- تاريخ: 7:02 PM
- العلامات: