Monday 29, Apr 2024

عشبة رعي الحمام- Vervain: شريكة الهضم السليم

معروفة ومستعملة منذ العصور القديمة، أوّلاً لمزاياها العلاجيّة وثانياً لقدراتها "الخارقة" كما يزعم العديد، عشبة رعي الحمام لذيذة النكهة في النقاعات الساخنة والنافعة.. وليس هذا فقط بل تملك في طيّات زهيراتها، مزيداً من الفوائد والاحتمالات. فلنتعرّف اليها عن كثب، ولنستضفها في مطابخنا وصيدليّاتنا المنزليّة...

 

الشهرة ومكان الإقامة

إسمها العلميّ هو Verbena officinalis. وامّا تسمياتها الرائجة فتختلف ايضاً باختلاف مواقع نموّها. نجد من اكثرها شيوعاً: رعي الحمام العلاجيّة، رعي الحمام العاديّة، رعي الحمام البرّية، العشبة الجليلة، العشبة الساحرة، عشبة السَحَرَة، عشبة الدم.. تنتمي رعي الحمام الى اسرة الأرثديّات (فصيلة نباتية من ذوات الفلقتين وحيدات التويجيّة). هي عشبة سنوية، طولها بين ال 30 وال70 سنتم، سويقاتها وبريّة، منتصبة ومتفرّعة. امّا اوراقها والمطاولة الشكل فتنقسم الى فلقات مسنَّنة. تزهّر العشبة في الفترة الممتدّة بين يونيو واوكتوبر وتكون زهيراتها متنوّعة الألوان وإنّما اغلبها بلون البنفسجيّ الفاتح. امّا ثمرة العشبة فمؤلّفة من 4 ثمار فقيرة صغيرة تنفصل عن بعضها البعض متى نضجت.
الموطن الأصليّ لرعي الحمام البرّية العلاجيّة او ال Verbena officinalisهو البراري الأوروبية ولكنّها ايضاً منتشرة النموّ في آسيا وإفريقيا. عرفت كعشبة طبيّة منذ العصور القديمة، فاستعملها الشعب الرومانيّ كعشبة سحريّة، ومن هنا، تسمية "عشبة السَحَرة"، بحيث كانت تستعمل كوصفة او تعويذة لجلب الحظّ والحبّ ولمحاربة "العين الشرّيرة". بيد أنّها شكّلت دواءً فعّالاً للغاية على مرّ القرون، وذلك حتّى ظهور اولى الأدوية المركّبة.

 

أوجه الاستعمالات الطبيّة العلاجيّة

 يطال مفعول العشبة البرّية العلاجيّة مجاليّ الهضم والالتهابات. في الحالة الأولى، هي تعالج عسر الهضم، اوجاع البطن، تنشّط الشهيّة كما ووظيفة الكبد. وفي الحالة الثانية، هذه العشبة تُمحَض مفعولاً شبيهاً بمفعول قرص الأسبيرين، بما معناه أنّها تحارب الالتهابات وتخفّف من حدّة اوجاعها. ليس هذا فقط بل وتملك رعي الحمام مزايا مهدِّئة ومضادّة للتوتّر.

من الممكن استعمال رعي الحمام على شكل حبوب هلاميّة، نقاعات مغليّة، او زيوت عطريّة..

  •  في الاستعمال الداخليّ: تمارس خلاصة العشبة سواء تناولناها على شكل حبوب او نقاعة، مفعولاً مباشراً وجدّ فعّال على حالات عسر او اضطرابات الهضم، اوجاع البطن، الإسهال. ومن جهة أخرى، تمارس مفعولاً مضادّاً للالتهاب، بحيث تعالج حالات الروماتزم والأوجاع العضليّة والمفصليّة. ايضاً، تمارس هذه العشبة مفعولاً مهمّاً على الجهاز العصبيّ، فتهدّىء الدوار والقلق والتوتّر.
  •  في الاستعمال الخارجيّ: سواء استعملت على شكل زيت او ضمادة او مرهم، تمارس العشبة مفعولاً على الأمراض والاضطرابات الجلديّة: بشرات حسّاسة استشرائية، إحمرارات إثر التعرّض للشمس او الاحتكاكات، تشقّقات جلديّة، قلاع، لسعات الحشرات، رضوض، كدمات او التواءات...

 

بمثابة قرص الأسبيرين

 

كما ذكرنا، لهذه العشبة مزايا مضادة للالتهاب، وذلك بفضل وجود مواد هرمونيّة تنظّم وتضبط عملية توسّع الأوعية الدموية وتجمّع الصفيحات الدموية. بالتالي، يشبه تأثيرها مفعول الأسبيرين؛ مضادّة للسعال وللمغص في آن، هي ايضاً ذات مفعول مهدّىء واسترخائيّ في حالات التعب العصبيّ والتشنّجات. ايضاً، هي تمارس مفعولاً مهمّاً على الجهاز الهرمونيّ إذ تساهم في تنظيم دورة الحيض عند النساء وتنشيط الرحم.

 

طريقة الاستعمال

من الممكن أن نستعمل رعي الحمام العلاجيّة او ال Verbena officinalis تحت اشكال عدّة:

  • الوصفة الأبسط تقضي بصبّ الماء الغالي على 1.5 غ من العشبة المفرومة من ثمّ تصفية المزيج بعد 5 الى 10 دقائق. من الممكن ايضاً استعمالها كغسول للفم في حال المعاناة من تقرّحات في اللسان او الفم.
  • على شكل زيت عطريّ: للاستعمال الداخليّ، تعتبر الكمية المناسبة من 2 الى 6 قطرات، مرّتين في اليوم، مذوّبة في 250 مل من الماء الساخن. امّا للاستعمال الخارجيّ، فتدهن من الزيت قطرتان على العمود الفقريّ، او الضفيرة الشمسيّة، او الجهة الداخلية من الرسغين، او يمكن ايضاً استعمالها على شكل زيت مذوّب في زيت نباتيّ.
  • بالنسبة للحبوب الهلامية المركّبة من العشبة الطبيعية 100%، فيتّخذ منها 3 الى 6 حبّات يومياً.

 

تحذيرات وموانع

لم يتمّ الإعلان عن تأثيرات سامّة بالغة حتّى الآن. وإنّما، من الواجب استشارة الطبيب قبل استعمال ايّ شكل من اشكال العشبة المذكورة:

  • يجب استعمال رعي الحمام بكلّ حذر عند الذين يعانون من قصور كبديّ، او الذين يتابعون علاجات بالأدوية المضادّة للتجلّط، الذين يعانون من مشاكل في الضغط، من فقر دم، اضطرابات مِعَدية معوية، او اضطربات عصبية.
  • يحظّر استعمال العشبة عند الحوامل والمرضعات

 

 

عزّز معلوماتك

قد يكون لرعي الحمام تأثيرات جانبية غير محبّبة بسبب مواصفاتها المولّدة للحساسيّة. والحالة هذه، لا ينصح باستهلاكها عند المصابين بحساسيات أرجيّة. ايضاً، في ما يتعلّق بالمعدة والأمعاء، قد تسبّب بعض مكوّنات العشبة تقلّص العضلات المعوية. قد تظهر ايضاً عند البعض، إلتهابات جلديّة او حساسيّات استهدافيّة إثر الاتّصال بالعشبة. لذا، يرجى استشارة الطبيب لدى ادنى شكّ..

Top